Picture: culturainquieta.com
الأسماك أشدُّ المخلوقات حزنا على الأرض
آه… بل تحت الماء، و لنقل في الكون.
الأسماك أشد حزنا منّي، وأنا جالس أمام شاشة الحاسوب
الأسماك مدفونة بالحياة للأبد،
ذيلها لا يتوقف عن الحركة وتغير اتجاهها باستمرار
لا تدري أين تذهب.
عيونها متصلبة ومن دون جفون
تنام مفتوحة الأعين حتى لا يفوتها شيء
ولكن لا شيء مهماً يحدث في الأعماق.
حتى القروش عندما تفترس ممثلي الأفلام
تفعل ذلك في صمت.
الحيتان السمينة تفتح فمها لتتثاءب فتظنه أسراب السمك نفقًا
مهربًا من الأعماق!
من دون قصد تأكل الحيتان الحزينة أطنانا من السمك
وعندما تتفطن لما فعلت، تحاول الصراخ
ترسل اشارات…
لكن لا أحد يجيب فتنتحر على شواطئ باردة ومهجورة لبلدات منسية.
لا تحاول الحيتان لفت الانتباه
بل مناوشة روتين أهل البلدة
الروتين المتسكع بين البار الوحيد والميناء الأوحد.
‘حوت يحتضر على الشاطئ’، تكتب الصحيفة المحلية.
وحدها قبعة قطنية حمراء
من شكلت حدثا في حياة سمكة سردين صغيرة نجت من فم الحوت وشباك الصيادين
لمحتها تطفو فوق عالم من الصمت
قبل أن تحرك ذيلها و تتبع التيار.
