Quantcast
Channel: тнє ѕυℓтαη'ѕ ѕєαℓ
Viewing all articles
Browse latest Browse all 608

أوديسياس إيليتيس للفلانتاين، ترجمة مينا ناجي

$
0
0
blood-on-my-hands_2

Nan Goldin, Blue, from “Blood on my Hands”. Source: sleek-mag.com

المونوجرام *
سأكون مفجوعًا دائماً أتسمعينني؟ من أجلكِ، وحدك، في الفرودس.

.

I
القدرُ، مثل محولجي القطار، سيغير
اتجاه خطوط الكف
حتى يرضخ الوقت ذات لحظة.

.

كيف لا، والبشر يحبون بعضهم.

.

سوف تعكس السماء ما في جوفنا
وتضرب البراءة العالم
بحدّة الموت الأسود.

.

II
أبكي الشمس وأبكي السنوات التي تأتي
من دوننا وأغني للأخريات اللائي مررن
إن كانوا.
.
تناجت الأجساد وانزلقت المراكب بعذوبة
رمشتْ الجيتارات تحت المياه
بالـ صدقني وبالـ لا تفعل
مرّة في الهواء، ومرّة في الموسيقى.

.

الحيوانان الصغيران، يدانا
اللتان تاقتا إلى تسلق بعضهما خِلسةً
زهرية اللقلقي عند بوابات الساحة المفتوحة
وشذرات البحر التي تجمعت
على الحوائط الحجرية الجافة، خلف الأسيجة؛
شقائق النعمان المطروحة في يدك
يرتجف لونها الأرجواني ثلاث مرات لثلاثة أيام
فوق الشلالات.

.

لو كان هذا حقيقيًا أغني
الشعاع الخشبي والنسيج المزركش
على الحائط، عروس البحر بشعرها السارح
قطة شاهدتنا في الظلام.
.
طفلًا برائحة العنبر والصليب الأحمر
في وقت الغسق عند صخور يتعذر الوصول إليها
أبكي ثوبًا لمستُه فأتى العالم إليّ.
.
III
هكذا أتحدث عنك وعنّي.

.

لأنني أحبك وفي الحب أعرف
أن أدخل إليك كالبدر
من كل مكان، إلى قدمك الصغيرة بين الملاءات الفضفاضة
أقطف بتلات الياسمين، أستطيع
وأنت نائمة أن أنفخ فآخذك
عبر الممرات اللامعة وقناطر البحر السريّة
الأشجار المُنوَّمة بعناكب تلمع فضّةً.

.

سمعتْ عنكِ الأمواج
كيف تلاطَفين، كيف تقبَّلين
كيف تهمسين ماذا وما
حول عنق هو الخليج
نحن دائمًا نور وظل.

.

أنتِ النجمة الصغيرة دائمًا، دائمًا أنا الزورق المظلم
أنتِ الميناء وأنا المصباح الأيمن دائمًا
الرصيف المبتل ولمعة المجاذيف.

.

وفي الأعلى عند المنزل ذي تعريشة الكَرْم
الورود المربوطة، المياه التي تبرد
أنتِ التمثال الحجري دائمًا، ودائماً أنا ظل اللبلاب.

.

المصراع الموارب أنتِ، وأنا الريح التي تفتحه
لأنني أحبك وأحبك،
دائمًا أنتِ العملة أنا دائمًا النقش الذي يحدد قيمتها:

.

هكذا الليل، عصف الريح هكذا
وقطرة في الهواء، هكذا السكون
البحر الطاغي في كل الأنحاء
قبة السماء المرصعة بالنجوم
مثل أنفاسك الواهنة.

.

لم يبق لديّ شيء
بين الجدران الأربعة، السقف، الأرضيّة
إلا أن أستصرخكِ فيخبطني صوتي
أن أشمّك فيغضب الناس
لأن ما هو غير مجرب ومجلوب من مكان آخر
لا يطيقه البشر، والوقت مبكر، أتسمعينني؟
الوقت لا يزال مبكرًا في هذا العالم، يا حبيبتي

.

للحديث عنكِ وعنّي.

.

IV
الوقت لا يزال مبكرًا في هذا العالم، أتسمعينني
الوحوش لم تروض بعد، أتسمعينني
دمي الضائع وسكيني أتسمعينني الحادة
مثل كبش يمرق في السماء
مكسرًا أغصان النجوم، أتسمعينني
إنه أنا، أتسمعينني
أحبك، أتسمعينني
أضمكِ وأخذكِ وألبسكِ
عباءة زفاف أوفيليا البيضاء، أتسمعينني
أين تتركينني وأين تذهبين، من أتسمعينني
يمسك بيدكِ فوق السيول؟
.
الأعراش الضخمة والحمم البركانية
سيأتي اليوم أتسمعينني
الذي يدفنانا فيه، أتسمعينني
وآلاف السنين بعدها، سيحولاننا أتسمعينني
إلي حفريات ساطعة
تبرق علينا قسوة الناس أتسمعينني
وتنثرنا آلاف القطع.

.

في المياه واحدة بواحدة، أتسمعينني
أعدّ حصواتي المُرّة، أتسمعينني
الوقت كنيسة كبيرة، أتسمعينني
حيث بكت ذات مرة صور القديسين
بدموع حقيقية
تنفتح الأجراس في السماء، أتسمعينني
معبر عميق يُجتاز
تننظرالملائكة بالشموع والمزامير الجنائزيّة
لن أذهب إلى مكان، أتسمعينني
إما لا أحد أو نحن معاً، أتسمعينني
وردة العاصفة هذه، أتسمعينني، والحب
مرة وإلى الأبد سنقتطفها
ولن يتأتى لها أن تتورد في مكان آخر، أتسمعينني
أو على أرض أخرى، على نجم آخر، أتسمعينني
لا توجد تربة، لا يوجد هواء،
كاللذين لمسناهما، أتسمعينني
ولا يوجد بستاني أوفر حظًا
في إخراج مثل هذه الوردة من شتاء كهذا، أتسمعينني
ومن رياح شمالية كهذه، نحن فقط أتسمعينني
وسط البحر
فقط من الرغبة المجردة للحب، أتسمعينني
أنشأنا جزيرة كاملة ومُزهرة، أتسمعينني
بكهوف وقمم ومنحدرات

.

أنصتي، أنصتي
من يتكلم في المياه ومن يبكي، أتسمعينني
من ينادي الآخر من يصيح، أتسمعينني
أنا من يصيح، أنا من يبكي، أتسمعينني
أحبك أحبك، هل تسمعينني.

.

V
تحدثتُ عنكِ في الأزمنة الغابرة
مع المربيات الحكيمات والمحاربين القدامى
عن ما يمكن أن يكون السبب
في حزنك الوحشي
عن ألق المياه المرتعشة على وجهكِ
ولماذا، أتعجب، عليّ أن أقترب منك
أنا الذي لا يريد الحب، بل يريد الريح
يريد عَدْو البحر المتصل المكشوف.

.

ولم يسمع عنكِ أحد
لا ريحان الأرض ولا الفِطر البري
على مرتفعات كريت لا شىء
من أجلك فقط رضي الله أن يأخذ بيدي.

.

أقرب وأبعد بطول ساحل الوجه
حتى تكتمل الدائرة، الخلجان والشعر
من فوق تلة تشير إلى اليسار.

.

جسدكِ في وضعية شجرة الصنوبر الوحيدة
عيون الفخر وقاع البحر
الشفاف، في المنزل، في الخزانة الصينية القديمة
الرباط الأصفر وخشب السرو
وحدي أنتظر لأرى أين ستظهرين

.

أعاليًا في الشُرفة العُلويّة
أم في الخلف على بلاطات الساحة
بحصان القديس وبيضة عيد القيامة.

.

كما لو كنت من جدارية خَرِبَة
عظيمة كما أرادت لك هذه الحياة الصغيرة
أن تضعي في الشمعة الضئيلة الوميض البركاني الهادر

.

فلا يرى أو يسمع أحد عنك
أي شىء في الخلاء، أو البيوت الخربة،
ولا السلف المدفون في النهاية البعيدة لحائط الفناء،
ولا عن المرأة العجوز بكل أعشابها.

.

من أجلك، فقط أنا، ربما والموسيقى
التي أبعدها داخلي لكن تعود أقوى
الصدر ذو الإثنيعشر عامًا، غير المشكل
واجه المستقبل بفوهته الحمراء من أجلك
من أجلك، تنخر الرائحة المرّة الجسد كدبوس،
وتخترق الذاكرة
وها هي التربة، ها هي الحمائم، ها هي أرضنا القديمة.

.

VI
لقد رأيتُ الكثير والعالم في عقلي يبدو أكثر جمالاً
أكثر جمالاً هو النَفَس الذهبي
والحجر الحاد، أكثر جمالاً
الأزرق الداكن للمضيق وسقف الموجة
أكثر جمالاً، الأشعة حيث تمرين دون خطو
لا تقهرين، على تلال البحر، مثل إلهة ساموثراس

.

هكذا رأيتكِ وهذا يكفي
لكي يبرأ كُل الزمن
الخندق الذي يتركه مروركِ
يتتبعك مثل دُولفين صغير

.

بينما روحي تلهو بالأبيض واللازوردي!

.

النصر، النصر حيث هزمتُ
أمام الحب ومعاً
مع الكركديه وزهرة الآلام
اذهبي، اذهبي، ودعيني أضيع

.

وحدي، ودعي الشمس التي تحملينها تكون وليدة
وحدي، ودعيني أكون الوطن الذي ينتحب
دعيها تكون الكلمة التي بعثتُها لتحمل ورقة الغار إليكِ
وحدي، الرياح القوية وحدها والحصى
المدور تحت جفن الأعماق المظلمة
صياد عثر على الفردوس فرماه مرة أخرى في الزمن.

.

VII
في الفردوس اخترتُ جزيرةً
تماثلك وبيتاً علي البحر

.

بسرير كبير وباب صغير
رميتُ صديً في الأعماق السحيقة
لأرى نفسي كل صباح عندما أنهض

.

نصفي يراك تمرين عبر المياه
والنصف يبكيك في الفردوس.

.

* كلمة المونوجرام تعني رمز كتابي مكوَّن من أكثر من حرف، وضمن ما يقابلها في الخط العربي الطُغراء. (المونوجرام) قصيدة حب صدرت في كتيب منفصل عام 1972 للشاعر اليوناني أوديسياس إيليتيس الحائز على جائزة نوبل في الآداب عام 1979، والذي يعتبر من أهم ثلاثة شخصيات في الشعر اليوناني الحديث بجانب الشاعرين جورج سيفيريس ويانيس ريتسوس، وهي من أشهر أعماله بجانب ديوان (مستحقٌ هو) الصادر عام 1959.


Viewing all articles
Browse latest Browse all 608

Trending Articles